متى تسقط نفقة الأولاد في القانون السعودي
متى تسقط نفقة الأولاد في القانون السعودي، من المعلوم أنَّ نفقة الأولاد يتحملها الأب وحده دون الأم، سواء أكان عقد الزواج قائم، أو حتى بعد الطلاق، ويتم تقدير النفقة لكل ولدٍ على حدى تبعًا للعديد من العوامل المُتعلقة بالأب، كما أنَّ هذه النفقة يتم اكتسابها بعد تحقق شروط مُعينة، وتسقط في حال انتفاء أي شرط، وقد خصص موقع الشهد هذا المقال لبيان ما هي نفقة الأولاد، وتوضيح متى تسقط نفقة الأولاد في القانون السعودي، وما هي قيمة نفقة الطفل بالسعودية، وكيفية احتسابها وتحصيلها، حق الزوجة والأولاد في الحصول على المنزل.
شاهد ايضا: ما هو قانون التجاوز في القيادة
ما هي نفقة الأولاد
تُعرف النفقة (بالإنجليزية: alimony) بشكلٍ عام في اللغة على أنها: “مأخوذة من الإنفاق، وهو في الأصل بمعنى الإخراج والنفاد، ولا يستعمل الإنفاق إلا في الخير”، ويُشير معناها في الاصطلاح إلى: ” كفاية من يَمُونُه بالمعروف قوتاً، وكسوة، ومسكناً، وتوابعها”، ومن المعلوم أنَّ النفقة شرعًا توجب على الزوج بموجب عقد زواج صحيح، وهٌناك العديد من الأشخاص الذي يوجب الشرع لهم النفقة، ومنهم الأولاد.
قال تعالى: “وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ”، ويتضح من خلال ذلك أنَّ الأب مسؤول شرعًا وقانونًا عن النفقة المُترتبة في ذمته لأولاده، سواء أكان الزوجان معًا، أو في حالة الطلاق، وتشمل نفقة الأولاد العديد من الأمور والتي تُحدد تبعًا لحالة الزوج، منها ما هو أساسي، ومنها ما هو ثانوي، ولذلك يُمكن تعريف نفقة الأولاد بأنها: “ما يُستحق للأولاد على والدهم من المسكن والمأكل والملبس والتعليم والصحة وغير ذلك حسب حالة والدهم الاجتماعية”.
متى تسقط نفقة الأولاد في القانون السعودي؟
ممّا لا شك فيه أنَّ النفقة من الحقوق التي تترتب على الأب لأطفاله، وتشمل هذه النفقة: الطعام، والكسوة، والمسكن، وإلى غير ذلك، ويجدر بالذّكر أنه مهما كانت حالة الأم الماديّة، سواء أكانت غنية أم لا، النفقة تبقى واجبة على الأب فقط إذا ما توافرت شروطها وأسبابها، وقد يتساءل العديد من الأشخاص متى تسقط نفقة الأولاد في القانون السعودي، ويُمكن القول أنَّ النفقة تسقط للأولاد عند توافر أحد الحالات الآتي:
- تبقى نفقة البنت قائمة ومُستحقة في ذمة والدها ولو بعد بلوغها السن القانوني إلى حين زواجها من شخصٍ آخر يعولها وبذلك تسقط نفقتها المُترتبة لها في ذمة والدها.
- إذا بلغت الفتاة السن القانوني والمُتمثل ببلوغها سن الثامنة عشرة من عمرها، ووجدت عملًا تقوم به يُعيلها وتسطيع من خلاله الحصول على كافية احتياجاتها، حينها تقسط نفقتها الموجبة لها على والدها.
- في حال بلوغ الولد المذكر سن الرشد وهو الثامنة عشرة من عمره، يُصبح قادرًا على العمل لتلبية مُختلف احتياجاته، لذلك تسقط نفقته المُترتبة له في ذمة والده بمُجرد بلوغه ذلك السن.
- ولكن استثناء على ما سبق يستحق الولد المذكر النفقة من والده ولو بلغ سن الرشد وهو الثامنة عشرة سنة من عمره إن كان على مقاعد الدراسة وإلى حين بلوغه سن الخامسة والعشرين، وبعد ذلك يجب الاعتماد على نفسه.
- ويتضح ممّا سبق أنَّ النفقة المُخصصة للأولاد مؤقتة، تسقط في حال توافر أي شرط من الشروط السابقة، سواء أكان للإناث أو الذكور، ويستثنى من ذلك الأولاد ذوي الإعاقة الغير قادرين على العمل، أو الاستمرار في حياتهم بشكلٍ طبيعي، في هذه الحالة تكون نفقتهم في ذمة والدهم دائمة إلى حين وفاة أي من الطرفين.
ما هي قيمة نفقة الطفل بالسعودية
نفقة الأولاد مُستحقة للأولاد على الأب، وقد أجمع العلماء على ذلك أيضًا، كما أنَّ الزوجة غير مُلزمة بالنفقة عليهم، كما يحق للزوجة المُرضعة أن تطلب نفقة الإرضاع من أب الطفل الرضيع؛ وتُسمى هذه النفقة الأخيرة بنفقة الإرضاع، وكما قد ذُكر أن نفقة الأولاد تشمل كل من: المسكن، والمأكل، والمشرب، والملبس، والتعليم، والعلاج، وكل ما يجب النفقة عليه.
ويجدر بالذّكر أنَّه لم ينص القانون على نفقة مُعينة المقدار للأولاد، حيث تختلف النفقة المُقدرة للأولاد من شخصٍ إلى آخر، وذلك تبعًا لعدة ظروف يجب مُراعاتها تتعلق بالأب، فإذا كان الزوج غنيًّا فالنفقة تُقدر على قدر مقدرته المالية، وفي حال كان فقيرًا أو متوسط الحال تُقدر النفقة على حسب حالته، كما يجوز للوالدين الاتفاق على قدر مُعين من النفقة تُستحق للأولاد، سواء أكانت قليلة أم كثيرة، وفي حال تم التنازع على مقدار النفقة يُصبح أمر تقديرها متروكًا لقاضي الموضوع.
ولا بُدَّ من الإشارة هنا أن النفقة المُتعارف عليها في المملكة العربية السعودية تُقدر ما بين 1000 ريال سعودي إلى 1500 ريال سعودي تقريبًا، ولكن هذه النسبة غير ثابتة فمن الممكن أن تزيد أو تنقص بحسب الحال، وتبعًا للظروف المُختلفة، كما يحق للطفل الرضيع الحصول على نفقة، حاله بحال باقي الأولاد دون أي تفرقة بينهم.
طريقة احتساب نفقة الأولاد
المعتبر في تقديرِ نفقة الأولاد ليس الاتفاق على الربع، أو الخمس، أو على نحو ذلك، وإنما يتم تقديرها بحسب العُرف والعادةُ، إذ أن نفقة الأولاد كغيرها من الحقوق الغير مقدرة القيمة؛ بمعنى أنَّ ليس لها قيمة ثابتة التقدير، ومتى ما تم التنازع في نفقة الأولاد، يتم تقديرها بالمعروف؛ بحسب ما جرت العادة، وبالتالي النفقة مرجعها إلى العُرف، ولم يتم تقديرها بالشريعة، كما أنها تختلف من شخص لآخر، بحسب أحواله الاجتماعية.
وبناءً على ما تقدم في حال التنازع على النفقة المُخصصة للأولاد يقوم القاضي بتقديرها تبعًا لعدّة عوامل منها:
- الحالة الاجتماعية للأب ومقدار راتبه الشهري.
- الأحوال التي تمر بها الدولة.
- تقدير ما يكفي لإشباع المتطلبات الأساسية؛ كالمأكل والمشرب والسكنى والتعليم والعلاج.
- في حال كان الأب ميسور الحال يتم تقدير النفقة لإشباع المتطلبات الثانوية؛ كالترفيه، بما لا يحمل الأب مشقّة.
طريقة تحصيل النفقة من الأب
إنَّ تحصيل النفقة من الأب ليست من الأمور الصعبة، حيث أنَّ تحصيل الأم لنفقة أولادها تتم بعدّة طرق، وهذه الطرق مُختلفة بعض الشيء، فمن الممكن الحصول على النفقة من الأب بشكلٍ مُباشر؛ كأن يُعطيها لأولادها عند زيارتهم إليه، أو يُرسلها إليهم مع أحد الأشخاص في نهاية كل شهر، وهذه واحدة من أكثر الطرق الدارجة والمتعارف عليها، وهذه الطريقة تُعد المُثلى للأولاد.
وإن لم يتم الاتفاق على إحدى الطرق السابقة يُمكن للأم الحصول على النفقة من إحدى المحاكم المُقررة، خاصّة إن كان هٌناك نزاع قائم على النفقة بينها وبين الأب، أو أنَّ الأب لا يستطيع رؤية أولاده بسبب منع من القاضي لسوء حالته النفسية والخشية من تعرضهم للأذية من قبله، كما تُعد تحصيل النفقة من المحكمة طريقة مثالية في حال تهرب الأب من دفعها دون مسوغ مشروع.
حق الزوجة والأولاد في الحصول على المنزل
تشمل نفقة الأولاد على جميع الحقوق الأساسية، ومن هذه الحقوق حق السكنى، حيث يتعين على الأب أن يوفر مكانًا مُلائمًا لأولاده للعيش فيه حياة مُستقرة وهادئة، والحكمة من وجود مثل هذا الحق عدم تشتت الأولاد والحفاظ عليهم، وبالتالي فإنّه يحق للزوجة الحصول على مسكن في الأحوال الآتية:
- أن لا تكون الأم الحاضنة للأولاد تملك منزلًا خاصًّا بها، ولو على سبيل الإيجار.
- أن يكون الأولاد تحت السن القانوني للحضانة والمتمثل 15 سنة لكل من الذكر أو الأنثى.
- أن لا يكون للأولاد أي مصدر دخل أو أموال إلى جانب النفقة الممنوحة لهم.
- في حال رفض الزوج ترك المنزل.
متى تسقط النفقة عن البنت
من المعلوم أنَّ الفتاة تستحق نفقة مهما منذ ولادتها وحتى بلوغها، ولكن هناك بعض الحالات التي لا تسقط فيها نفقة الفتاة عن والدها، وذلك عند زواجها؛ والحكمة من ذلك أنَّ واجب النفقة ينتقل من ذمة والدها إلى ذمة زوجها، ويجدر بالذكر أنه في حال لم تتزوج الفتاة تبقى هذه النفقة قائمة ولا تسقط مهما بلغت من العمر، على خلاف الذكر الذي تسقط نفقته بمجرد بلوغه سن الرشد المنصوص عليه في القانون.
شاهد ايضا: عقوبة السرقة في القانون السعودي
وفي النهاية عبر موقع الشهد النفقة من الالتزامات الشرعية التي يجب على الأب دفعها لأولاده مهما كانت ظروفه، وبعد الإجابة عن سؤال متى تسقط نفقة الأولاد في القانون السعودي يتبين أن النفقة من الحقوق المؤقتة، لا تستحق إلا بعد توافر شروط مُعينة، وتسقط إذ تحقق حائل يمنع من دفعها.