ما حكم التطير والتشاؤم في الإسلام

ما حكم التطير والتشاؤم في الإسلام

ما حكم التطير والتشاؤم في الإسلام

ما حكم التطير والتشاؤم في الإسلام، وهل هو أمر محمود في الإسلام أو هو مما ذمّه الإسلام وأمر بالإعراض عنه، وما هو معنى التطير وما المقصود به ومن أين أتى هذا الاسم وما هو أصل هذا الفعل، في هذا المقال يتوقف موقع الشهد مع بيان حكم التطير والطيرة وكذلك التشاؤم، وأيضًا يتوقف المقال لبيان الفرق بين الطيرة والفأل، ويتوقف أخيرًا مع بيان أصل التطير في القرآن الكريم وكيفية وروده ومناسبة ذلك.

شاهد ايضا: من هو اول شهيد بالاسلام

معنى التطير

إنّ التطير في اللغة هو التشاؤم، وأصل ذلك هو الأمر المكروه من قول أو فعل أو أيّ شيء مرئي، وأصله من الطير؛ فقد كان العرب في الجاهلية إذا ما أرادوا سفرًا فإنّهم ينفّرون الطير، فإن طار نحو اليمين تفاءلوا ومضَوا في أمرهم، وأمّا إن طار جهة اليسار فإنّهم يتشاءمون ويعودون عمّا نووا، وكذلك كان للغزلان دور في هذا التطير، وكانوا يسمون الذي يطير من اليسار إلى اليمين السانح، والذي يطير من اليمين لليسار البارح، وكانت العرب تتشاءم بالبارح وتتفاءل بالسانح.

يقول الإمام النووي في ذلك: “وَأَصْلُهُ الشَّيْءُ الْمَكْرُوهُ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ أَوْ مَرْئِيٍّ وَكَانُوا يَتَطَيَّرُونَ بِالسَّوَانِحِ وَالْبَوَارِحِ فَيُنَفِّرُونَ الظِّبَاءَ وَالطُّيُورَ فَإِنْ أَخَذَتْ ذَاتَ الْيَمِينِ تَبَرَّكُوا بِهِ وَمَضَوْا فِي سَفَرِهِمْ وَحَوَائِجِهِمْ وَإِنْ أَخَذَتْ ذَاتَ الشِّمَالِ رَجَعُوا عَنْ سَفَرِهِمْ وَحَاجَتِهِمْ وَتَشَاءَمُوا بِهَا فَكَانَتْ تَصُدُّهُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ عَنْ مَصَالِحِهِمْ فَنَفَى الشَّرْعُ ذَلِكَ وَأَبْطَلَهُ وَنَهَى عَنْهُ وَأَخْبَرَ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ تَأْثِيرٌ بنفع ولاضر فَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاطيرة”، والله أعلم.

حكم التطير والتشاؤم

إنّ حكم التطير يتراوح بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر كما يرى العلماء، ففي الحديث الشريف يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عنه ابن مسعود رضي الله عنه: “الطِّيَرةُ شركٌ، الطِّيَرةُ شركٌ، ثلاثًا، وما منَّا إلَّا ولَكِنَّ اللهَ يذهبُهُ بالتَّوَكُّلِ”، فقال العلماء إنّ الإنسان إن اعتقد أن ما تطير به هو الفاعل في الحقيقة، فإذا اعتقد أن ذلك الشيء الذي تطير به هو الذي يضره وينفعه فهذا كفر يُخرج من الإسلام، وأمّا إذا اعتقد المتطير أن الضار والنافع هو الله -تعالى- ولكن المتطير به سبب لذلك الضر أو النفع فهذا من الشرك الأصغر الذي لا يُخرج من المِلّة، ولكنّه ذنب عظيم، والله أعلم.

الفرق بين الطيرة والفأل

لقد قال العلماء في الفرق بين الفأل والطيرة أنّ الفأل هو استبشار الإنسان وارتياحه لما يسرّ النفس، يقول أحد العلماء: “قد جعل الله في فطرة الناس محبة الكلمة الطيبة والفأل الصالح والأنس به، كما جعل فيهم الارتياح للبشرى والمنظر الأنيق، وقد يمر الرجل بالماء الصافي فيعجبه وهو لا يشربه، وبالروضة المنثورة فتسره وهي لا تنفعه”، بينما الطيرة هي من قبيل الاتكال على شيء آخر غير الله تعالى، وقد قال الإمام الخطابي: “الفرق بين الفأل والطيرة أن الفأل إنما هو من طريق حسن الظن بالله تعالى، والطيرة وإنما هي من طريق الاتكال على شيء سواه”، والله أعلم.

التطير في القرآن

قال الإمام ابن القيم إنّه لم يرد في القرآن الكريم شيء عن التطير إلّا وكان المقصود به أعداء الأنبياء والرسل:

  • ففي سورة يس يقول -تعالى- حكاية عن أعداء الرسل: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْتُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ}،.
  • في سورة الأعراف يقول تعالى: {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَٰذِهِ ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ ۗ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}،.
  • في سورة النمل قال تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ۖ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ ۚ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللهِ ۖ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ}، والله أعلم.

شاهد أيضًا: ما اسم اقدم مكتبة في العالم الاسلامي

وإلى هنا عبر موقع الشهد يكون قد تم مقال ما حكم التطير والتشاؤم بعد الوقوف مع حكم الطيرة والتشاؤم في الإسلام كما وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وكما وجهّ فقهاء المسلمين الأحاديث حول الطيرة، إضافة للوقوف على بعض الأمور الأخرى المتعلقة بالتطير والتشاؤم والفأل.